Header image - solar panels

منهجية الترابط

وبالمثل، قد يؤدي التقدم في إحدى القطاعات إلى تدهور في القطاعات الأخرى، فالاستخدام غير الفعال للمياه للزراعة يؤدي إلى سحب جائر للمياه الجوفية ما يؤدي بدوره إلى انعدام الأمن الغذائي في المستقبل.

لا يتطلب تطبيق نهج الترابط التقدم التكنولوجي فحسب، بل يتطلب تعاون وتنسيق من الوزارات والحكومات على المستويات المختلفة وكذلك التعاون على المستوى الدولي.

الحوكمة الموثوقة والفعالة أمر بالغ الأهمية في تطبيق نهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء.

كما أن أحد الجوانب الحاسمة للحوكمة الفعالة هو اتباع المناهج التشاركية.

تعتبر المناهج التشاركية بما في ذلك مشاركة المعنيين وأصحاب المصلحة، ورصد وتقييم ردود المجتمع، من الأمور الحاسمة لضمان تلبية أولويات واحتياجات المتأثرين بالسياسات.

إن منهجية الترابط بين المياه والطاقة والغذاء هي مفهوم مفيد تساعد في وصف ومعالجة الطبيعة المعقدة والمتشابكة لنظم الموارد العالمية التي نعتمد عليها لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وبيئية مختلفة. من الناحية العملية، يقدم هذا المفهوم نهجاً تحليلياً يساعد في فهم التفاعلات بين البيئة الطبيعية والأنشطة البشرية، والعمل من أجل إدارة أفضل واستخدام أمثل للموارد الطبيعية عبر القطاعات والنطاقات المختلفة. ويمكن أن يساعدنا ذلك على تحديد وإدارة عمليات تبادل وبناء الشراكات، مما يسمح بالتخطيط واتخاذ القرارات والتنفيذ والرصد والتقييم الأكثر تكاملاً وفعالية من حيث التكلفة (منظمة الأغذية والزراعة – الفاو، 2014).

هناك العديد من التحديات التي تواجه موضوع الترابط بين المياه والطاقة والغذاء لوجود عدة نقاط متقاطعة بين القطاعات الرئيسية الثلاثة من حيث العوامل المؤثرة والمتأثرة بكل منها، مثل نقاط الاتصال والمعنيين من أصحاب المصلحة على المستويات المختلفة. فبعضها يركز على الأمن الغذائي على المستوى الوطني، في حين يسعى البعض الآخر إلى نشر الطاقة المتجددة في في منطقة محددة ، لذا من الصعب العثور على نموذج واحد لمنهج الترابط يناسب الجميع قادر على التقاط هذه التفاعلات والموازنات بين الموارد.

تعتبر كل من عناصر المياه والطاقة والأمن الغذائي قطاعات معقدة كل منها على حدة، وبالتالي فإن دراسة تفاعلات هذه القطاعات هو أمر أكثر تعقيداً. وبدلاً من النظر إلى الترابط بين قطاعات المياه والطاقة والأمن الغذائي كعائق، يجب الاستفادة منه كفرصة لمعالجة قضايا التنمية من خلال نهج متعدد القطاعات.

يهدف منهج الترابط بن المياه والطاقة والغذاء إلى فهم كيفية ارتباط كل قطاع منها بالقطاعين الآخرين وكيفية استخدام هذا الفهم في اتخاذ القرارات السياسية التي تساهم في تعزيز التنمية المستدامة والحد من الفقر.

(Bizikova, Roy, Swanson, Venema, & McCandless, 2013).

قد تبدو العلاقة بين المياه والطاقة والأمن الغذائي واضحة في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال: الزراعة هي مستخدم رئيسي للمياه والطاقة، والمياه يمكن استخدامها كمصدر للطاقة في عمليات إنتاج الغذاء. أما في حالات أخرى، فقد تكون الصلة بين القطاعات أقل وضوحا، فعلى سبيل المثال: هل تؤثر الزيادة في إنتاج الوقود الحيوي على الأمن الغذائي للبلد؟ (Bizikova، Roy، Swanson، Venema، & McCandless، 2013).